أقصر حرب في التاريخ هي الحرب الأنجلو-زنجبارية، التي اندلعت بين المملكة المتحدة وزنجبار في 27 أغسطس 1896. استمرت الحرب بين 38 إلى 45 دقيقة فقط، لتصبح بذلك أقصر حرب مسجلة في التاريخ.

الحرب الأنجلو-زنجبارية: أقصر حرب في التاريخ

خلفية تاريخية
في أواخر القرن التاسع عشر، كانت زنجبار (التي تقع الآن ضمن تنزانيا) تحت النفوذ البريطاني. بعد وفاة السلطان حمود بن محمد في عام 1896، تولى الحكم ابن أخيه خالد بن برغش الذي لم يكن مقبولاً من قبل البريطانيين نظرًا لمواقفه المعارضة لنفوذهم. أراد البريطانيون تعيين سلطان آخر يتماشى مع مصالحهم، لكن خالد رفض التخلي عن العرش.

الأحداث
في صباح يوم 27 أغسطس 1896، حشد خالد بن برغش قواته في قصره الملكي استعداداً للمواجهة مع البريطانيين. قام البريطانيون بنشر إنذار يطالب خالد بالاستسلام والتنازل عن الحكم بحلول الساعة 9 صباحاً. وعندما رفض خالد الإنذار، بدأ الهجوم.

المعركة
في الساعة 9:02 صباحًا، بدأت القوات البريطانية بإطلاق النار على القصر الملكي باستخدام المدافع والسفن الحربية. استمرت المعركة لبضعة دقائق فقط، حيث تسببت القوة النارية الهائلة للبريطانيين في تدمير القصر وقتل العديد من المدافعين. بحلول الساعة 9:40 صباحاً، انتهت الحرب رسميًا بعد استسلام قوات خالد.

النتائج
تسبب القصف في مقتل حوالي 500 شخص من جانب زنجبار، بينما لم تسجل القوات البريطانية سوى إصابات طفيفة. بعد انتهاء المعركة، تم تعيين السلطان حمد بن ثويني الذي كان مقبولًا لدى البريطانيين. أما خالد بن برغش، فقد لجأ إلى القنصلية الألمانية، ثم نُفي لاحقًا إلى شرق أفريقيا الألمانية.

الدروس المستفادة
تُظهر الحرب الأنجلو-زنجبارية قوة النفوذ الاستعماري البريطاني في تلك الفترة وكيف كان يمكن للقرارات السياسية أن تؤدي إلى مواجهات عسكرية قصيرة لكن ذات تأثير كبير. كما توضح هذه الحرب مدى عدم تكافؤ القوى بين الدول الاستعمارية والدول الصغيرة في تلك الحقبة.