اول سورة قرآنية نزلت على الرسول صلى الله عليه وسلم: سورة العلق

كانت بداية الوحي حدثًا مفصليًا في تاريخ البشرية، حيث نزلت أولى آيات القرآن الكريم على النبي محمد صلى الله عليه وسلم. وقعت هذه اللحظة التاريخية في غار حراء، وهو مكان اعتاد الرسول صلى الله عليه وسلم أن يعتكف فيه للتفكر والتأمل بعيدًا عن ضجيج الحياة اليومية في مكة.

غار حراء وبداية الوحي:

في ليلة من ليالي رمضان، كان النبي صلى الله عليه وسلم متواجداً في غار حراء عندما جاءه جبريل عليه السلام بالوحي. كانت تلك اللحظة بداية رسالة عظيمة تهدف إلى هداية البشرية وتوجيهها نحو الخير والصلاح.

نص الآيات الأولى:

كانت أولى الكلمات التي نزلت من القرآن الكريم هي الآيات الخمس الأولى من سورة العلق:
1. اقْرَأْ بِاسْمِ رَبِّكَ الَّذِي خَلَقَ
2. خَلَقَ الْإِنْسَانَ مِنْ عَلَقٍ
3. اقْرَأْ وَرَبُّكَ الْأَكْرَمُ
4. الَّذِي عَلَّمَ بِالْقَلَمِ
5. عَلَّمَ الْإِنْسَانَ مَا لَمْ يَعْلَمْ

معاني ودلالات السورة:

هذه الآيات الخمس تحمل في طياتها معانٍ ودلالات عظيمة:
– التأكيد على أهمية العلم والقراءة: بدأت الرسالة الإلهية بالأمر “اقرأ”، مما يعكس أهمية العلم والمعرفة في الإسلام.
– الخلق والتكوين: تُذكر الآيات بنعمة الخلق، حيث خُلق الإنسان من علق، مما يدل على عظمة الخالق وقدرته.
– التعلم والتعليم: الآيات تشير إلى أن الله هو الذي علّم الإنسان بالقلم، مما يعزز أهمية الكتابة والتعليم كوسيلة لنقل المعرفة عبر الأجيال.

ردة فعل النبي صلى الله عليه وسلم:

بعد تلقي الوحي، عاد النبي صلى الله عليه وسلم إلى زوجته خديجة رضي الله عنها مضطرباً ومرعوباً. كانت خديجة السند الأول له، فهدأته وطمأنته وأخذته إلى ورقة بن نوفل، ابن عمها، الذي كان يعرف بالأديان السابقة وكان عنده علم بالتوراة والإنجيل. أكد ورقة أن ما جاء للنبي هو الوحي نفسه الذي جاء لموسى وعيسى عليهم السلام.

أهمية الحدث:

يعتبر نزول هذه الآيات بداية لعصر جديد من الهداية والتوجيه الإلهي، وقد كانت تحمل رسالة واضحة بضرورة العلم والمعرفة، والتفكر في خلق الله، والاعتراف بنعمه وتعاليمه.

بهذه الكلمات المباركة بدأت رسالة الإسلام التي غيرت مجرى التاريخ وأثرت في حياة الملايين عبر العصور، موجهة الناس نحو العدل والحق والخير.