في العام الثالث قبل الهجرة، أطلق النبي محمد صلى الله عليه وسلم على هذا العام اسم “عام الحزن” نظراً للأحداث الحزينة والمصائب الكبيرة التي وقعت فيه وأثرت عليه بشكل عميق. وأهم هذه الأحداث هي وفاة زوجته السيدة خديجة بنت خويلد ووفاة عمه أبو طالب.

1. وفاة السيدة خديجة بنت خويلد:
السيدة خديجة كانت زوجة النبي الأولى وأم المؤمنين، وكانت أول من آمن بدعوته وساندته في كل مراحل الدعوة. كانت خديجة داعمة رئيسية للنبي، سواء عاطفياً أو مادياً، وعندما توفيت في عام الحزن، فقد النبي شريكة حياته وأقرب الناس إليه.

2. وفاة أبو طالب:
أبو طالب كان عم النبي وكان له دور كبير في حماية النبي والدفاع عنه أمام قريش. كان أبو طالب يحظى بمكانة مرموقة في مكة، وكان نفوذه وسلطته يمنعان قريش من الإضرار بالنبي بشكل مباشر. وفاة أبو طالب جعلت النبي يفقد الحماية والدعم الذي كان يوفره له، مما جعل وضعه في مكة أكثر صعوبة وخطورة.

3. آثار هذه الأحداث على النبي:
بعد وفاة خديجة وأبو طالب، ازداد الضغط والمضايقات على النبي وأتباعه من قريش. فقد النبي اثنين من أقرب الناس إليه والذين كانوا يوفرون له الدعم المعنوي والحماية، مما جعله يشعر بحزن شديد وألم عميق. هذه الأحداث جعلت هذا العام يعتبر من أصعب الفترات التي مرت على النبي خلال دعوته.

لذا، فإن عام الحزن كان من أكثر السنوات تأثيراً على حياة النبي محمد صلى الله عليه وسلم ودعوته الإسلامية، حيث فقد فيها أعز الناس إلى قلبه وداعميه الأساسيين، مما زاد من صعوبة التحديات التي واجهها في سبيل نشر الرسالة الإسلامية.