سورة “التوبة” هي السورة الوحيدة في القرآن الكريم التي لا تبدأ بآية “بسم الله الرحمن الرحيم”. يُعتبر هذا الاستثناء من الأمور المميزة في ترتيب السور القرآنية.

لنتناول بعض الجوانب التي تفسر لماذا سورة التوبة تبدأ مباشرةً بالآية الأولى دون ذكر “بسم الله الرحمن الرحيم”:

أسباب عدم بدء سورة التوبة بـ “بسم الله الرحمن الرحيم”

1. الترتيب والنسخ:
سورة التوبة هي السورة التاسعة في ترتيب المصحف. يُقال أن هذه السورة قد نزلت بعد غزوة تبوك وهي تتناول مواضيع تتعلق بالمسلمين في فترة حرجة. وفقًا لبعض العلماء، فإن ترتيب السور قد يكون له علاقة بطبيعة الموضوعات التي تتناولها، وقد يكون التأخير في إضافة “بسم الله الرحمن الرحيم” هنا مرتبطًا بتأكيد الجدية في النصح والتحذير.

2. اختلاف في الأسلوب والمضمون:
سورة التوبة تختلف في أسلوبها ومضمونها عن السور الأخرى التي تبدأ بـ “بسم الله الرحمن الرحيم”. فهي تعالج موضوعات تتعلق بالأحكام العسكرية، والرد على النفاق، والقيام بواجبات إسلامية تجاه الغزوات، وتوضيح المواقف تجاه المشركين والمرتدين. قد يكون عدم بدء السورة بـ “بسم الله الرحمن الرحيم” بمثابة تعبير عن نوعية الرسالة المباشرة والجادة التي تتناولها السورة.

3. علاقة السورة بالسور السابقة:
سورة التوبة تتابع سورة “الأنفال”، التي تتناول أيضًا مواضيع ذات صلة بالمعارك والجهاد. عدم استخدام “بسم الله الرحمن الرحيم” قد يكون وسيلة لتوضيح الانتقال بين السور، مع التأكيد على استمرارية الموضوعات من سورة إلى أخرى.

الخلاصة

إن سورة التوبة تمثل استثناءً في استخدام “بسم الله الرحمن الرحيم”، وهي تعكس طبيعة الرسالة الجادة والمباشرة التي تتناولها السورة. إن هذا الاستثناء ليس مصادفة بل يعكس الخصوصية والمحتوى الخاص بهذه السورة في سياق الرسالة القرآنية