يعتبر كتاب “شمس المعارف الكبرى” أحد الكتب الأكثر غموضًا وإثارة للجدل في التاريخ العربي. منذ أن تم اكتشافه، أثيرت حوله العديد من الأساطير والقصص الغريبة التي تجعل القارئ المحتمل يتردد في التفكير في قراءته. يتحدث الكتاب عن مواضيع تتراوح بين السحر، والعلاج الروحي، والتنجيم، وعلوم الغيبيات. وبالرغم من أن بعض الناس يعتقدون أنه مرشد للمعرفة الخفية، إلا أن آخرين يعتبرونه كتابًا خطيرًا. بل ويشاع أنه يجلب الحظ السيئ لمن يتعامل معه. فهل هذا صحيح؟ وهل يجب على الجميع أن يخشى قراءة هذا الكتاب؟ في هذا المقال، سنكشف لكم التفاصيل المدهشة حول “شمس المعارف الكبرى” لتتضح الصورة أكثر بالنسبة لأولئك الذين لديهم نية لقراءته.
ما هو كتاب “شمس المعارف الكبرى”؟
“شمس المعارف الكبرى” هو كتاب قديم ينتمي إلى أدب الغيبيات والفلك والسحر. يشتهر الكتاب بتقديمه لطرق عملية ودروس في السحر، والتنجيم، وفك الطلاسم، وعلوم الطاقة الروحية. كما يقال إن الكتاب يحتوي على العديد من الأبواب التي تشرح كيف يمكن استخدام القوى الطبيعية والعناصر الكونية في التأثير على الواقع.
ويعتقد أيضا أن هذا الكتاب قد تم تأليفه في العصور الإسلامية المبكرة. ويعكس اهتمامات الناس في تلك الحقبة بمعرفة أسرار الكون والطبائع الروحية. ويقدم الكتاب مجموعة من الطلاسم التي يُقال إنها تستخدم لتحقيق أهداف مثل الحماية من الشرور، وجذب الحظ، والسيطرة على الأشخاص والأحداث. لكن الكتاب لا يقتصر فقط على السحر، بل يتطرق إلى مواضيع فلكية، طبية، ودينية أيضًا.
ومن أبرز ميزات الكتاب هي كتابته بلغة صعبة وغامضة. ما يجعل فهمه واستخدامه في الغالب متاحًا فقط للمختصين أو الباحثين في هذا المجال. وبسبب هذه الطبيعة الغامضة، يعزف الكثيرون عن قراءته خوفًا من “الأذى” المحتمل. في حين يرغب البعض في اكتشاف أسراره عن كثب.
من كتب كتاب شمس المعارف؟
كتاب “شمس المعارف الكبرى” هو من تأليف أحمد بن علي البوني، وهو عالم جزائري عاش في القرن السابع الهجري (الثالث عشر الميلادي). يعد البوني من العلماء المعروفين في مجالات الفلك، والتنجيم، والسحر، وله مؤلفات عديدة في هذه المواضيع. ورغم أنه لم يعرف عنه نشاطات مشبوهة، إلا أن كتابه “شمس المعارف الكبرى” أصبح من أكثر الكتب المثيرة للجدل. خاصة فيما يتعلق بما يحتويه من تعليمات عن السحر الأسود والطلاسم الغامضة.
البوني كان معروفًا ببحثه في عالم ما وراء الطبيعة، وكان يعتقد أن هناك قوى خفية في الكون يمكن للإنسان أن يتعامل معها إذا امتلك المفاتيح الصحيحة لفهمها واستخدامها. وفي هذا الكتاب، قدم مجموعة من الطلاسم والأدوات التي يزعم أنها تفتح أبوابًا لعالم من القوى الروحية والغيبيات.
في أي زمن تمت كتابة كتاب “شمس المعارف”؟
تم تأليف “شمس المعارف الكبرى” في القرن السابع الهجري، أي في الفترة التي تزامنت مع تطور علوم الفلك والتنجيم في العالم الإسلامي. في ذلك الوقت، كانت الثقافة الإسلامية قد وصلت إلى ذروة ازدهارها في العديد من العلوم. بدءًا من الرياضيات والفلك وصولًا إلى الفلسفة والطب. كانت مراكز العلوم في بغداد ودمشق والقاهرة تستقطب العلماء والباحثين من مختلف أنحاء العالم.
ومع ذلك، كانت هناك أيضًا تيارات فكرية روحية تميل إلى البحث في العلوم الخفية، مثل السحر، والكيمياء، وعلم الفلك الذي يرتبط بعلم التنجيم. كان هذا الوقت أيضًا عصرًا من الفتن الدينية والسياسية. مما جعل العديد من الناس يتوجهون للبحث عن حلول في العوالم غير المرئية. ربما كان هذا من أسباب تأليف الكتاب في ذلك الوقت، ليجيب عن أسئلة الباحثين عن السيطرة على قوى الكون واستخدامها لصالحهم.
ماذا يحدث لمن يقرأ كتاب ؟
من أكثر الأساطير التي تدور حول “شمس المعارف الكبرى” هي تلك التي تتحدث عن الأضرار التي قد تلحق بالإنسان إذا قرأ الكتاب أو طبق ما فيه. يقال إن هناك تأثيرات سلبية قد تحدث لمن يقرأ الكتاب، مثل إصابته بالجنون، أو تعرضه لمشاكل نفسية وروحية. أو حتى وقوعه في مصائب يصعب الخلاص منها. البعض يعتقد أن الكتاب يحتوي على طلاسم خطيرة أو تعويذات قد تفتح أبوابًا للقوى الشريرة.
ومع ذلك، ليس هناك أي دليل علمي يدعم هذه الادعاءات. على الرغم من ذلك، لا يمكن إنكار أن بعض الممارسات التي يقدمها الكتاب تتعلق بالأمور الغيبية والروحانية التي يمكن أن تثير القلق لدى البعض. فقراءة الكتاب أو تطبيق بعض الطقوس قد تؤدي إلى شعور بالارتباك أو الخوف لدى الأشخاص غير المستعدين للتعامل مع هذه الموضوعات. ناهيكم عن أن كل الديانات السماوية تحرم فقط القرأة ولو كانت على سبيل الفضول في السحر والشعوذة.
وفي النهاية، تأثير الكتاب يعتمد بشكل كبير على نية القارئ ومعتقداته. فمن يقرأ الكتاب بنية الفضول والاكتشاف قد لا يعاني من أي أذى، بينما قد يشعر آخرون بالقلق أو الخوف بسبب ما يقرأونه فيه.
هل يوجد كتاب “شمس المعارف الكبرى” في جوجل؟
نعم، يمكن العثور على “شمس المعارف الكبرى” على الإنترنت، بما في ذلك عبر محركات البحث مثل جوجل. النسخ المتاحة غالبًا ما تكون بصيغ رقمية من خلال مواقع تحميل الكتب الإلكترونية أو منتديات متخصصة. هناك أيضًا ترجمات جزئية للكتاب وبعض الدراسات التي تناولت موضوعاته. ومع ذلك، يجب أن تكون حذرًا عند البحث عن هذا الكتاب على الإنترنت، حيث أن بعض النسخ قد تكون غير دقيقة أو تحتوي على أخطاء في النصوص.
الأمر الذي يجعله مثيرًا للجدل على الإنترنت هو وجود العديد من الإشاعات والمحتوى المغلوط حوله. والتي تساهم في زيادة الأساطير المحيطة بالكتاب. لذلك، إذا كنت تنوي البحث عنه أو قراءته عبر الإنترنت، يفضل أن تتأكد من مصداقية المصدر الذي تقوم بتحميل الكتاب منه.
وفي النهاية الكتاب يظل محاطًا بالغموض والجدل، ويشغل الكثير من المهتمين بعالم الغيبيات والسحر. ورغم أنه يزخر بالمعرفة الروحية والتنجيمية، فإن محتواه يمكن أن يكون محيرًا، بل ومخيفًا لبعض القراء. وعلى الرغم من الأساطير التي تحيط بالكتاب حول ما قد يحدث لمن يقرأه، فإن الحذر والتفكير النقدي يبقى أمرًا ضروريًا عند التفاعل مع أي محتوى يتناول مثل هذه المواضيع.
ملحوظة هامة: ان كنت من المهتمين بعالم السحر أو الغيبيات، أو حتى مجرد فضول لمعرفة المزيد عن هذا الكتاب التاريخي. فإن قراءة “شمس المعارف الكبرى” قد تكون تجربة مثيرة. ولكن كما هو الحال مع أي مادة محورية تحمل أبعادًا روحانية وغيبية، يجب أن تتعامل مع الكتاب بحذر وتفكر جيدًا قبل الغوص في أعماق موضوعاته.
أقرأ المزيد أيضا عن: نظرية الفستق لفهد عامر الأحمدي كتاب لازم تقرأه
Leave a comment